samedi 20 avril 2013

نبذة عن حياة الشاعر ” العربي إمغران

               نبذة عن حياة الشاعر ” العربي إمغران   

 

  بقرية أسكا جماعة ” وجان ” إقليم تيزنيت ، ازداد الشاعر و الفنان ” العربي هبو” بتاريخ 1978 نشأ في أسرة متوسطة تلقى تعليمه الابتدائي في بيئة قروية بعد أن أمضى ثلاث سنوات من التعليم الأولي بتيزنيت. إلا أنه لم ينه مسيرته الدراسية التي كان متفوقا في أغلب مراحلها، فانقطع عن التمدرس في الطور الإعدادي. بيد أنه مازال مولوعا بالمطالعة الحرة . حيث نجده متأثرا بالكاتب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي وجبران خليل جبران. كما نجده قارئا للشعر العربي بشكل مثير، الشيء الذي أثر في أعماله. فمثلا يقول في إحدى قصائده :

          إعدل بدا يان إعزان                             إخفنس أداك زود أمان

          أزلنين أرجو بلان                               راتن إسو ركيسن إتوضايان

          إما إغ أرأزلن رادركون                          غكان أس مقارت إكا يان

                                   *******************

إعدل بدا يان إعزان                             إخفنس أد إك زود أيور

إغد إلول إغاول أدرولن                          أرايتمطال غ إكنوان

ملا بدا كيسن داومن                            أراتن سار إحوبو يان

غكان أس مقارت إكايان                           إناغ إلا الشأن كد لكمن 

        هذه الأبيات التي استطاع أن يصوغها في هذا القالب المتميز بعد أخذ بيت القصيد من قصيدة ” السفر ” للإمام الشافعي التي مطلعها :

     سافر تجد عوضا عمن تفارقه                             وانصب فإن لذيذ العيش في النصب

    إني رأيت وقوف الماء يفسده                               إن سال طاب و إن لم يجر لم يطب

   و الشمس لوقفت في الفلك دائمة                              لملها الناس من عجم و من عرب

     وهذا النموذج ليس إلا مثالا يبرز قوة تأثره بالشعر العربي وإيمانه بأن الفنان يجب أن يكون له إلمام و اطلاع على مختلف المشارب و المناهل التي ستكسب فنه القيمة الإبداعية الحقة .  

       كان ” العربي هبو ” منذ صغره مهتما بشكل ملفت بالاستماع إلى الأغاني السوسية و خاصة المجموعات الغنائية المشهورة أمثال : إنرزاف ، لرياش ، لوباز ، إنضامن ….، كما تأثر بفحول الروايس، كالحاج محمد الدمسيري، و بيزماون، فاطمة تبعمرانت.

     فتولدت لديه رغبة جامحة لولوج هذا العالم حتى يفجر مؤهلاته التي تثور بداخله ، فأسس مجموعة ” إمنارن ” بجماعة وجان سنة 1998، هذه المجموعة التي استطاع برفقتها إبراز مؤهلاته في ميداني الغناء و كتابة الأشعار. لينتقل سنتين بعدها إلى مجموعة  ” إمغران ” الأكثر تجربة في الميدان، وبعد ممارسته رفقة هذه المجموعة الفتية استطاع أن يطور أساليب الإبداع الفني، و يضع بصماته على مسار المجموعة حيث أبدع و تفنن في اختيار الموضوع، ونسج القصائد و صياغتها الرائجة في السوق السوسي.

    إن مدة سنتين من ولوج عالم السنة و اتباع تيار إسلامي سني ملتزم من طرف العربي استطاعت أن تهذب نفسه و تخلق لديه إحساسا قويا بأن قيمة المرء رهين بمدى تدينه، ورغم الظروف التي فصلته عن هذا التيار جسدا لا روحا. حيث ما يزال يؤكد أن راحة البال و الضمير لا يمكن للمرء أن يجدها إلا في التدين الحق. كل هذا جعل شعره و غناءه يسير على الدرب القويم، حيث يتفادى ذكر أسماء الأنثى أو حتى التغزل بها كما يتحاشى ذكر ما فحش من القول ظاهرا و مضمرا.

     ورغم ولوجه عالم الشعر و الغناء، واهتمامه بهذا المجال في سن مبكرة يؤكد لنا ” العربي هبو ” أكثر من مرة أن الغناء بالنسبة له مجرد هواية يجفف بها مشاعره المبتلة بالعشق الطاهر ووسيلة فريدة يرسم بواسطتها مشاهد نموذجية من الواقع الاجتماعي و من الحياة العاطفية كما يراها.

      وفي حوارنا الأخير معه يستبعد أيما استبعاد، بل يرفض إطلاقا أن يمتهن هذه المهنة و لخص الأسباب في البيت الشعري المشهور لرائد الأغنية السوسية الحاج بلعيد.

                  أيمارك أرجو كيسن سكرغ أحايك ألا إدوكان إغ إحاول إسلانغ

    كما أكد أنه سيظل محافظا على عفة أشعاره رغم ما تحتويه من عاطفيات صادقة يروم من خلالها تجسيد الواقع العاطفي للجمهور. أضاف العربي قائلا : ” بعد هذه الصلة بهذا الميدان خلصت إلى أن الجمهور ينقسم إلى شريحتين رئيسيتين. الأولى تهتم بالمضمون الذي يستنبط منه العبر و يقرب أحاسيسه لأحاسيس الشاعر إلى درجة الانصهار.

        أما الشريحة الثانية، فلا تهتم إلا بالإيقاعات و أنواع الموسيقى الصاخبة التي تهيج لديها المشاعر إلى درجة الهيستيريا، غير مبالية بالمضامين التي يشقى الشاعر في نسجها حتى يتسنى له أن يبلغ رسالته إلى جمهوره . ومع كامل الأسف تتوسع هذه الشريحة في حين تتقلص قاعدة الشريحة الأولى ، و هذا ما جعل الشعر المغني يفقد قيمته الفنية نجاحه رهينا بدرجة تسويقه. إلا أن هذه الفئة المهتمة بالمضمون تبقى المحفز الأساس لكل شاعر يؤثر الكلمة الهادفة على الساقطة”.

    كما أن الوسط العائلي الذي ترعرع فيه الشاعر و المتميز بالتحفظ وحسن الخلق ولد  لديه شخصية متزنة.

   حاول ” العربي هبو ” تفادي الأخطاء التي وقع فيها الروايس الأكثر شعبية في الساحة الفنية بسوس حتى يتسنى له اختصار الطريق نحو تحقيق هدفه الأسمى الذي هو إرضاء أكبر شريحة ممكنة من جمهوره. فنجده يتفادى التكرار و الإطناب واستعمال لغة هجينة، كما يتنوع في اختيار مواضيع قصائده حتى تتناسب مع موسم صدور الشريط. و بهذا فعلا استطاع أن يسمو بالمجموعة إلى درجات لا بأس بها من عالم الشهرة منذ أشرطته الأولى.

  ونحن ندردش رفقته ذات يوم عن مدى اقتناعه بالمنتوج الشعري و الفني الذي يقدمه للجمهور . أشار إلى أن أصعب ما يمكن تحقيقه هو إقناع جمهور أغلبه من الشباب المتأثر بمختلف ما تحمله الفضائيات من ألوان الغناء و الرقص، وما يزخر به السوق الفني من الألوان الطرب و العزف. لذلك أجد نفسي – يضيف العربي – مرغما على الوقوف عند الأخطاء لمحاولة تفاديها أملا في إنجاز مسيرة أقل ما يمكن القول في حقها أنها مرضية.   

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire